في السنة الرابعة في الكلية و في الأسبوع الثاني تقريباً تمكن مني القلق من قلة الوقت مقارنة بالعدد الكثير من المعلومات في كل محاضرة. و انقسام كل مادة إلى عملي و نظري في الباطنة و الجراحة بالذات. أيقنت أن ملاحقة المحاضرات بمذاكرتها بنفس ترتيبها في الأسبوع “كذبة” كبيرة مصدرها أنشودة تربينها عليها كنت أكرهها و لا أدري لماذا..
ذاكر دروسك أول بأول .. تنجح و تصير الأول
مذاكرة المحاضرة في نفس اليوم الذي ألقيت فيه حصدت ثمارها الحلوة في المواد التي كان نصابها من الأسبوع ساعتين في جدول المحاضرات. هي التي تهدد “بالنسيان” إذا ما تركتها لأسبوع آخر. لكن مواد كثيرة الزيارة كالباطنة و الجراحة إن توسدت كتاب هذه ركلتك تلك و أعربت عن غيظها من هجرك بأن تحارب نومك ليال عديدة!
كنت أقرأ الباطنة و أنا أفكر في عملي الجراحة و أتدرب على عملي الباطنة فأجدني أفكر بفحص الأورام.. أنتقل بينها كمزارع نسي أن يسقي أشجاره زمناً و يوم أن يبست أغرقها في سيل ندمه حتى قضى عليها ثم عاد يرمي البذور في شجن ! لكن بعد ساعة العشاء أعلنت إنقلابي المفاجئ. و في غياب الناصح الأمين عينت نفسي أنصحها كل أسبوع مرة و أقيم ما اعوج منها بيدي المكسورة مرات و المجبورة مرات أخرى. و بدل أن أركز على تقوية نقاط ضعفي و هي “المذاكرة أول بأول” و حول إطار معين ..آثرت الاعتناء أكثر بنقاط قوتي و هي المذاكرة بعشوائية و خارج الإطار حسبما يأخذني الهوى ! عرفتها بالتجربة و التجربة خير برهان كما أنصحكم دائماً. لا أحد يعرف ما أنت بارع به إلا أنت, و لا أحد أمهر منك في الوصول إلى هذه المعرفة !
هذه الخصلة جعلتني أتوصل إلى فكرة رائعة و هي مذاكرة المادتين ما أمكن كمنهج واحد و بجدول أدون فيه استمراري ذكرت الطريقة في سؤال قديم على صفحة الأسئلة اضغط هنا لتشاهده.
الصورة أعلاه كنت قد رسمتها و أنا أقرأ بتململ في مذكرة العملي. ذكرتني لأكتب لكم عن احدى تجاربي في السنة الانتقالية.. السنة الرابعة.
نعود إلى طريقة التنظيم التي تضاعف التركيز .. قسمت الأسبوع بالعدل لا بالتساوي بين المادتين و لم أنسَ المواد الآخرى أيضاً. لكن الإطاحة بالعمالقة كان هدفي الأول. تخلصت من فكرة أني سأنسى المعلومات التي قيلت في المحاضرة إن لم أذاكرها في يومها. كيف؟ قررت هذا فقط ! مجرد إيمان . كان التقسيم كالتالي:
إذا كان جدول المحاضرات:
الأحد – الاثنين- الثلاثاء : باطنة
الأربعاء- الخميس : جراحة
يكون جدول المذاكرة متقدم بيوم ! أي يكون كالتالي:
الثلاثاء و الأربعاء لمذاكرة الجراحة
السبت و الأحد و الاثنين لمذاكرة الباطنة.
المسألة ليس لها علاقة بجحا تجحجح! و لكن سبب بسيط.. بعد أن لحقت بقطار المحاضرات “صفَّرت العداد” و اخترت أن أبدأ المذاكرة بيوم قبل يوم المحاضرات لنفس المادة. هذا يساعد على التهيئة النفسية, و تعرف من المحاضر مواضع النقص في مذاكرتك و المعلومات التي يجب أن تضيفها, بالإضافة إلى ترسيخ المعلومات الجديدة التي ستأخذها غداَ و التي من الممكن جداً أن أساسها و متطلبها السابق هو فهمك و مذاكرتك لما قرأته ليلتها! يالحظك السعيد ..
🙂
ماذا عن آخر يوم في الأسبوع الدراسي.. لا ندم و لا اعتذار! هو يوم للراحة لا أتنازل عنه أمام العمالقة مهما أصروا .. فيلم مغامرات و وجبة دسمة و كسل جميل
🙄
ماذا عن مذاكرة العملي .. ؟
بعد اسبوعين من التشتت كان له نصيبه من النتظيم أيضاً. و نظراً للتداخل الشديد في طرق الفحص و المعلومات. ذاكرت المختلف فقط في الجراحة من كتاب الجراحة للعملي و أضفت ملاحظات بسيطة إلى بقية فحص الجسم التي تضم الأمراض الجراحية. كأن يكون في التشخيص المقارن لمغص البطن
Acute abdomen
بأنواعه عندما أذاكر الفحص في الباطنة و فصل الجهاز الهضمي.أعتبر أنني أذاكره لاختبار عملي في الجراحة و الباطنة أيضاً. ساعدني في هذه النقطة كتاب رائع اسمه
اضغط هنا لتتصفحه Churchill’s Pocketbook of Differential Diagnosis
و ليس أجمل من مذاكرة العملي “عملياً” لكن بعد التسلح بالعلم طبعاً. بعد مذاكرة أساسيات التعامل مع المرضى بتنوع أعمارهم و اختلافاتهم أدخلت التطبيق العملي كطريقة للمذاكرة على جدولي الأسبوعي. لكنها هنا تتبع جدول المحاضرات بين و بعد ساعات الدوام. و لأن قاعة المحاضرات لا يفصلها عن المستشفى إلا شارع المتهورين الذي كدت أن أُدهس فيه مراراً, تسلحت بسنيكر الركض لأستغل الأوقات المهدورة بين المحاضرات و قبل غروب شمس كل يوم دراسي. فإذا درسنا اليوم تضخم الغدة الدرقية, ذهبت إلى المستشفى لأتعرف على مريض مبتلى بهذا المرض و أكحل عيني بمنظرها! و أفحصه إذا كان كريماً معي أيضاً. دقائق سريعة أجمعها كل أسبوع تعني الكثير بعد شهر و شهرين.
و بالإضافة إلى أنه يرافق جدول المحاضرات, كانت له ميزة أخرى و هي التقسيم إلى أجهزة بين الأيام. في يومي السبت و الأحد مثلاً أذاكر نظرياً و عملياً إن أمكن فحص الجهاز التنفسي. مع مراعاة الإضافات إليها في المادتين. فلا أنسى مثلاً فحص المريض الذي استُئصلت رئته لأن أصوات رئته الأخرى مختلف و لكن طبيعي و متوقع في مريض مثله و فحص محيط صدره الذي يسرد قائمة لا بأس بها من التشخيص المقارن في التخصصين.
أتمنى لكم كل التوفيق
🙂
أرحب بأي استفسار تكتبه في مربع التعليق بالأسفل
للاستزاده و التوضيح.
السلام عليكم دكتورة ، الحين عادي اروح افحص المريض كذا ؟ ولا استئذن من دكتور ولا كيف ؟ طبعاً انا الحين داخلة على المستوى ٧ 💔
LikeLike
Pingback: استفسـارات طلاب السنوات السريرية | مُـدوَنَــة أَطِـبَّـاءُ الـمَـجْـد
Pingback: استفسـارات طلاب السنوات السريرية | ’Medic Of Glory
Pingback: على كرسي الامتحان -استفسارات | ’Medic Of Glory
الله يادكتوره كلامك جممميل نفس الشعور مرينا فيه وللآسف آستمر طوال الترم 😰ولما صرت سادس بس آقول الحمدالله آعرف وش اذكر واعرف آنظم وقتي وكل شخص في المستوى ٧ آتمنى نقدم لهم نصيحه آنهم مايضيعون الترم بالتوتر والقلق بقد مايستفيدون من وقتهم ويتعلمون الآشياء البسيطة ويطورون آنفسهم بعدين
دكتوره كان آكبر غلط وقعت فيه اني لازم اذاكر كل شي لازم اعرف كل شي لازم ولازم
واحس اني خسرت آكثر من اللي عرفته
بس حمدالله وعلى النهايه لحقنا آنفسنا
ولله الحمد
ودكتوره والله كل ما آشوف البنات اللي يدرسونا حاليا من خريجين جامعة الملك خالد آتخيلك 😵
وحده منهم
…
LikeLike
الله يسعدك يا هاجر ، جميل تعليقك ، صادق و يشرح معاناة كثير. أشكر فيك رغبتك لنصح من هم أصغر منك ، أتمنى أن يقرؤا تعليقك كما أتمنى أن ترسلي لهم رابط الموضوع ليقرؤه. تفضلي :
http://wp.me/p4YKt8-Dv
عزيزتي أتمنى أن ألتقي بكم لكن أنا حالياً من أكثر من سنة خارج السعودية.
تحياتي إلى زميلاتي من خريجات جامعة الملك خالد 🙂
موفقة 💜
LikeLike
Pingback: اسـتـفـسـارات مـادة الـبـاطـنـة- Internal Medicine | ’Medic Of Glory