هـل تستطيع أن تتذكر أول موقف في حياتك؟ أقدم شيء تستطيع أن تتذكره .. عندما كنت طفلاً برئياً ساذجاً تتقبل كل شيء و تحتفظ بكل كلمة تسمعها ..
هل تذكر مرة أو أكثر , عندما نطق أحدهم كلمة غريبة عنك فصرخت أمك أو جدتك لااااا ليس أمام ولدي الصغير , يجب ألا يسمع مثل هذه الكلمات .
ثم هل تذكر ثاني مرة تسمع هذه الكلمة لكن في غياب أمك و رحت تتساءل .. يا ترى ما معناها ؟ ما سبب غضب أمي منها؟
هل تذكر عندما عرفتَ معناها و نطقت بها و لم يكن أحدهنالك ليعنفك على ذلك ؟ ليمنعك من معرفتها أو حتى سماعها ؟ هل تذكر رهبة الحرية الأولى و استغرابك للموقف؟
أمك تعرف جيداً كيف تحرس قهوتك .. تعرف ماذا يعني أن تختار لك مكعبات السكر و تنفض عنها غبار الملح المخادع أولاً .
بعد سنوات قليلة , أمك تركت كرسي الحراسة , تركت لك قهوتك لتهتم بها أنت . انتهـى دورها إلى حدٍ كبير .
هل تذكر سنوات مراهقتك الأولى عندما بدى العالَم “شريراً” ,”غائماً” ؟ تكاد لا ترى مكعبات السكر بين أكوام الملح المتشح بالبياض خبثاً !! هل تذكر ؟
ماذا عن حزنك الكبير من قسوة الناس و رأيهم عنك ..و تأثرك بكل ما يلقونه أمامك ..؟ هل تذكر نصائح أمك و أهلك كلهم بألا تجعل كلام الآخرين السيء يؤثر فيك لأنهم لا يعرفونك جيداً و لا يفهمون دوافعك و لأن كلامهم لا يهم أصلاً و لا يؤدي إلى مكان .. إنهم بشكل غير مباشر يقولون لك
انتبه لقهوتك !
انتبه لقهوتك و احرسها جيداً من الذين يذيبون قطع الملح فيها و أنت غافل عنها , الأسوأ من ذلك أن تقدم لهم كوب القهوة ماداً ذراعيك به منفتحاً هشاً مستسلماً و متطوعاً ! عندها لن يكتفوا بوضع الملح فحسب , بل سموم أخرى ستجعل قهوتك مرض تتجرعه طوال حياتك.
ليس خطأ الناس و لا العالم و لا أهلك حتى تلك الكلمات التي أوجعتك و زادت مرارة عيشك قد تكون بحسن نية أحياناً ! لكنها مُرّة في الحالتين ! أنت لم تنتبه لقهوتك . الناس ليسوا في الحياة ضحايا , بل
متبرعين
انتبه إلى الأشخاص الذين تقضي معهم معظم أوقاتك. هل يخرجون أسوأ ما فيك ؟ أم تشعر بالإيجابية بعد فراقهم ؟ هل تسمع منهم ما يضيف إلى حلاوة روحك أم ما يزيد من مرارة قهوتك ؟
و اسأل نفسك في النهاية .. هل كنت حارساً أمينا عليها ؟
شكراً لك يادكتورة على هذه الكلمات الأكثر من رائعه التي تلامس الروح لا إرادياً ودائما يكون توقيتها مناسب
LikeLike
العفو ☺️
يسعدني أن كلماتي لامست روحك ..
LikeLike
كيف ابعدهم طيب (: هم نشبه ياخي
LikeLike
تقول للواحد في وجهه و بشكل مباشر بأسلوب حازم لكن لطيف: كلامك مبالغ فيه\غير صحيح\متشائم و كا أحب أسمعه رجاء لا تعيده. و إذا أعاده في وجودك و هو شخص يهمك أمره و يهمك إنه يغير من سلوكه فقم و اترك جانبه حتى يفعل .
بالنسبة للأشخاص العابرين فالتجاهل أحسن حل.
أتمنى لك قهوة حلوة 🙂
LikeLike