فيما يلي محادثاتي على مدى أيام قليلة مع متابعة (وافقت مشكورة على النشر) عن مشكلة اجتماعية واجهتها أثناء الدراسة في كلية الطب البشري و أثرت عليها سلباً حتى تخطتها بفضل الله. أتمنى أن تدعوا لها بالخير و التوفيق. تجدون هنا مثال حي على متلازمة الفتاة اللطيفة التي غالباً ما تكون صيداً سهلاً للؤماء من الزملاء و الزميلات. كيف كانت و كيف تغيرت للأفضل؟ و ما الخطوات التي اتبعتها لتتغير؟ أترككم مع الرسائل.
رسالة المُتابعة ١
أنا طالبة طب في بداياتي. و قد تابعت مدونتك من وقت قصير فقط فأعجبت بها أيما إعجاب. عندما كنت طفلة لازمت القراءة في المجلات و الكتب . و كنت خجولة جداً و انطوائية و قد عانيت من ذلك أثناء دخولي المدرسة حتى تحسنت حالتي تدريجياً. كنت متفوقة و من الأوائل. عانيت من كره بعض الفتيات لي بسبب تفوقي ولكني استطعت أن أتغلب على ذلك كانت جميع معلماتي يحببنني كنت دوما الطالبة المتفوقة في الأنشطة الصفية واللاصفية و نلت الجوائز على مستويات كبيرة ولله الحمد.
ثم دخلت إلى كلية الطب -كلية الحلم منذ الطفولة – وهنا بدأت المشكلة ! بعض زميلاتي معارفي و للأسف لم يكفن يوماً عن التنكيل بي بشتى الوسائل بداية لم يكن واضحاً وأنما بالتلميح ولكني أحسنت الظن بهن وتغابيت. ولكن في الفترة الأخيرة كنّ يستهزئن بي أمام الناس بل جعلن كل صديقاتي يتغيرن علي. أصبحت وحيدة و كالمنبوذة. حتى طالبات المستوى الأعلى منا حين أطلب منهن مساعدة يرفضن. و قد سمعتهن ذات مرة أثناء حياكة مكيدة لي معاً حتى يتقدمن علي و أصبح أنا الفاشلة . تعرفتُ على زميلات من منطقة أخرى طيبات معي _كما ظننت_فأخلصت لهن النية لأساعدهن بكل ما أملك ولكني أكتشفت أن معرفتهن كانت للمصلحة فقط. قبل بضعة أيام أرسلت لي أحداهن تسأل وفي العيد عرفتُ أنهن اتصلن ببعضهن للتهنئة بالعيد إلا أنا لم يسألن عني. تدهورت حالتي النفسية كثيراً كنت أتحدث مع زميلة في يوم لأجدها في يوم آخر لا تعيرني اهتماماً و لا تتحدث إلي.
في الاختبارات الاخيرة تدنى مستواي الدراسي بشكل بسيط و أدى هذا إلى تقدم بعض الطالبات عليّ في المرتبة. و في طريق العودة المشترك كنتُ على موعد مع الاستهزاء منهن. صبرت قليلاً وحاولت أن أعوض في الاختبار القادم دعوت الله ولكن حدث نفس ما حدث في المرة السابقة. في بيتي بكيت كما لم أبكِ من قبل يأست من حياتي كرهت كل شي ..
أخبرتُ أهلي و حاولوا مساعدتي و لكنهم لم يؤمنوا بفكرة أنهن قد حصلن على علامة أعلى من علامتي كنت ومازلت في نظرهما الأفضل لم استطع أن أقنعهما. حالتي النفسية تزداد سواء مع اقتراب نهاية الإجازة و العودة للدراسة. أخاف أن يتكرر نفس السيناريو فأسقط ولا أستطيع الاستمرار. نسيت أن أخبرك أنني فتاة حساسة جداً وأعامل الجميع بطيبة و أحاول مساعدتهم لم أسئ يوما لأحد و لكن الجميع يكرهني ! هادئة و خجولة و لا أحب المجاملات. لدي زميلة لطيفة و تجامل كثيراً لكنها تتحدث في الآخرين بسوء في غيابهم. و لدي زميلة أخرى أصيبت بالغرور لأنها حصلت على درجات أعلى مني و تغير تعاملها معي للأسوأ.
رسالتي إليها ١:
مشكلتك بسيطة لأن نوعيتك ” فتيات ناجحات طيـبات” يقسوا عليهن الجميع هن من أكتب لهن و أحب أن أساعدهن في مدونتي. أنت حساسة و تتحملين الأذى ممن حولك و هذا الذي جعلك تشعرين بالوحدة و بزيف الآخرين و لؤمهم .و هذا ما يجعلهم أيضاً يزيدون في أذيتهم لك. لمسوا منك ضعفك و حاجتك لصديقات حتى لو كنّ لئيمات ستقبلين بهنّ! لأن الوِحدة في نظرك أسوأ. الحل الآن و مربط الفرس في مشكلتك هو العمل على زيادة ثقتك بنفسك و تحسين علاقتك “مع نفسك” أولاً ، حيث لو كنتي تحبين نفسك بما يكفي لدافعتني عنها أمام هذه الأذية. كوني لنفسك الصديقة التي تتمنينها ،
B your own best freind
تكلمت عن هذا في موضوع (الصداقة بين مصدق و مكذب) و أجبت في السؤال رقم. ٢حل مشكلتك و شرحها بالكامل في كتاب اسمه
The Nice Girl Syndrome
يمكنك طلبه من الامازون بسهولة.
عزيزتي أريدك أن تتأكدي أنني أفهم ما تشعرين به، و أفهم أنك تستغربين كيف أن قلبك الحنون و أخلاقك الطيبة تجد هذه المعاملة السيئة من زميلاتك. هناك نوع من الناس يتصيدون مواطن الضعف في الآخرين ليستمدوا القوة بالسيطرة عليهم و أذيتهم . إذا لم ترسمي لهم حدود و تدافعي عن نفسك و اعتذرتي لهم عند نفسك يتمادون كثيراً، الكتاب الذي اقترحته عليك يعلمك كيف ترسمين الحدود و تكونين قوية. بالطبع يبقونك تحت سيطرتهم بأفعال و أقوال طيبة من وقت لآخر تسمى
intermittent kindness..
تتمنين في تلك اللحظة أن تبقى صديقتك بهذه الحنية و هذه المصداقية و الطيبة، لكنهم يؤذونك من حيث لا تعلمين و قد تتفاجئين أن مشاكلك سببها غيبة فلانة و فلانة و قد وقعتي في مشكلات مع الغير و تغيرت نظرتهم لك و تعاملهم معك بدون أن تعرفي.. هذه أكبر علامات هذه الفئة من الناس و الذين يسمون
Sociopath
أنت جزء من السبب لأنك ضعيفة نوعاً ما و لستِ “شريرة” كمن يسيؤن إليك. هذا لا يعني أنني أشجعك على هذا و لكن أريد منك أن تكون مهمتك التعرف على طريقة تفكير الشريرين و كيف يقع الطيبين بين أيديهم. هذا يجعلك تتنبئين بأفعالهم حتى لو لم تفهمي دوافعهم. لأن كثير من الأشخاص الذين يتلذذون بأذية الغير لا يحتاجون إلى سبب و إنما لأنهم يعانون من اعتلال الشخصية لا علاقة لك به و لستِ السبب. كل ما في هذه المجلة يختص بتنويرك عن هذه الفئة و بالذات هذا الموضوع؛
اضغطي هنا – ثلاثين علامة للأشخاص المتلاعبين
يشرح هذا المقال ثلاثين علامة تعرفين بها الأشخاص اللئام و الذين يجب أن تحذري منهم. إذا وجدتي صعوبة في فهم أو ترجمة إحدى النقاط يسعدني أن أشرحها لك.
لا تنسي الاشتراك في قناتي على تيليجرام لأني أذكر الكثير من التحليلات النفسية و المواقف في هذا الموضوع و غيره
.. https://telegram.me/asksilent
رد المُتابعة ٢:
ترددت كثيراً قبل أن أكتب لك للمرة الثانية لإنشغالك -ربما- برسائل أهم. فقط أود أن أخبرك بأن ثمارك قد آتت أوكلها. أسبوعان ونيف منذ إجابتك لي تغيرت فيها كثيراً، بحثت عن نقاط ضعفي وعيوبي وما زلت أحاول تصحيحها ،زدت ثقتي بنفسي ،غيرت طريقة تعاملي مع زميلاتي دون أن أسيء لأحد.أعتذر بلباقة و غيرت حتى مجموعة النشاط و انتقلت إلى مجموعة أخرى، فتغيرت نفسيتي كثيراً -بالرغم من أني مازلت لم أكمل قراءة الكتاب لإنشغالي بالامتحانات_ أيضا طريقة مذاكرتي تغيرت . أمطرينا دوماً بمواضيعك القيمة بما لا يكون في ذلك تاثيراً على دراستك وضياعاً لوقتك. أحببت كتاباتك ومواضيعك جميعها لا سيما نصائحك للمذاكرة وقصصك أثناء دراستك أحب أن استفيد من تجارب غيري
لم كتابك بالانجليزية ؟
اليس لك كتب بالعربية ؟؟
لك جزيل الشكر على هذا السحر
LikeLike
بحثت كثيراً بين الكتب العربية لكني لم أجد كتاباً نشره باحث في هذا الجانب المهم و بهذا الوضوح.
عفواً عزيزي ..
LikeLike
موفقه حركتي شي جواتي كان القدر خلاني افتح هذا الصفحه من تويتر سبحانك ربي كل شي بقدر مع بداية العام خليتني اصحصح واستعد كل كلمه قلتيها او قالتها وصفت حياتي توقعت اني لوحدي حقيقي ما كنت اعرف اتصرف معهم لكن ان شاء الله اقراء الكتاب لي اربع سنوات وانا في هاذي المشاكل لم تنفعني دورات تطوير الذات توقعتها الحل لقيت الاجابه في هاذي الصفحه احححححبببك
LikeLike
عزيزتي نوال..
تحبك العافية 🙂
يسعدني أنك وجدتي ما يحكي معاناتك و يحلها بإذن الله .
أنرتي المدونة، كوني بالقرب دائماً ..
LikeLike
عانيت من هذه المشكلة في المرحلة المدرسية وكانت تجربتي اقرب للتنمر الذي نشاهده في الأفلام
هذه التجربة أحدثت شرخاً كبيراً في ثقتي بنفسي ولا زالت آثارها تتبعني
كنت دائماً اقول لنفسي لماذا يعاملونني هكذا؟ وأنا التي لم أؤذِ أحداً و لم اتعرض لأحد؟
وبعد سنوات وجدت الاجابة
الشخصية الانطوائية الهادئة تستفزهم أيما استفزاز لأنها تشعرهم بضآلة حجمهم و تفاهة تفكيرهم
فبينما هن يشغلن فراغهمن بعلاقات الحب مع زملائهن الذكور يجدونك تملئين فراغك بقراءة كتاب ام رواية ما
وبينما هن يغتبن زميلاتهن يرونك تساعدينهن في حل واجباتهن و المذاكرة وما الى ذلك
يرون في انطوائك و عزلتك ترفعاً عنهن و غروراً لانك لا تشاركينهن انشطتهن التافهة
واكثر ما يثير حفيظتهمن هو سماع المدح المتكرر لك من قبل الاساتذة و المعلمات
…وهكذا
تعلمت الدرس جيداً و في المرحلة الجامعية استمتعت بالوحدة
وفضلت العلاقات السطحية عن “دراما” الصديقات
كانت لدي زميلات التقي بهن و نتسامر معاً واذا لم يكن موجودات فلا اهمية لذلك
احضر محاضراتي لوحدي، اتناول طعامي لوحدي، ادخل قاعات الامتحان لوحدي
حتى المشاريع و الواجبات المشتركة افضل القيام بها مع زميلات لا اعرفهن على القيام بها مع زميلاتي المقربات
ومع مرور الوقت تعرفت على صديقة تتفهم طبيعة شخصيتي واتفهم طبيعتها
نراعي وندعم ونشجع بعضنا البعض من الناحية الشخصية ومن ناحية المذاكرة والحضور ومراجعة الدروس
قد تمضي اسابيع او شهور دون ان نلتقي ومتى التقينا استكملنا من حيث توقفنا و كأننا كنا معاً في اليوم السابق دون عتاب او خصام
لابد من اختيار اشخاص يشاركوننا نفس الاهتمامات، طبيعتهم الشخصية وثقافتهم مقاربة لنا وهذا ليس سهلاً
!فهذه الصديقة وجدتها مؤخراً فقط.. في مرحلة الامتياز
LikeLike
عزيزتي فرح ..
لستِ الوحيدة التي تعرضت للتنمر أيام الدراسة. جهل معلماتنا به و أمهاتنا و كيفية التصرف أثر سلباً على نفسياتنا. لكن صدقيني الفتيات المتنمرات قد مررن بما تمرين به و لكن في مرحلة ما قررن أن يصبحن شريرات و ينتقمن من العالم كله. صدقتِ يستفزهن هدوئك و انطوائيتك لأن هذا يذكرهن بضعفهن عندما تعرضن للتنمر. و لذلك عدائهن لك هو ردة فعل للعار الذي يشعرن به اتجاه ضعفهن. و لأننا “زرافات” اخترنا أن نرفض هذا الشر و ألا ننضم إليه فنحن مختلفات و نرى السوء الذي هن عليه بوضوح و هذا بحد ذاته يثير غضبهن. تحليلاتك تنم عن فهم عميق للظاهرة و ربما تأمل في تجاربك. أنصحك أن تقرئي الكتاب هذا (متلازمة الفتاة اللطيفة) على عجل! سيشفي جراحك واحداً تلو الآخر و في ترتيب مناسب. في هذا الكتاب ستجدين الكثير من التمارين لتتفاعلي أكثر مع عملية شفائك. قصتك مألوفة جداً بالنسبة لي! ذكرتُ شيئاً من دراما الصديقات في مقال (هذا ما حصل عندما نافسوني). فعلاً تشبه الأفلام !
شكراً على تعليقك ، يسعدني تواجدك دائماً. 💜🙂
LikeLike
أنا ولد لكن أعاني من نفس مشاكل هذه الفتاة بالضبط 😞
هل ينفع معي الكتاب ولا نصائحه موجهة للفتيات فقط؟
LikeLike
أهلاً بك. شكراً على تعليقك
هذا الكتاب يركز على كون الفتيات _بشكل خاص_ عبر التاريخ قد تم اضطهادهن من المجتمعات بأشكال مختلفة و أن العالم إلى الآن يتوقع الكثير من الفتيات على حساب أنفسهن بسبب الفكرة القديمة عنهن. و لهذا انتشرت متلازمة الفتاة اللطيفة.
لا أجد أنه يفيدك كرجل لحل مشكلتك المماثلة و إنما من باب تثقيف نفسك لأخواتك و لبناتك في المستقبل و لكن أستطيع أن أنصحك بكتب غيره إذا فهمت مم تعاني بالضبط. لأن لهذه المتلازمة وجوه عدة قد تكون على علم بأحدها فأرشدك لغيره حتى تكتمل الصورة لديك. أرحب بك هنا و عن طريق إيميل المدونة إذا أردت:
medic.of.glory@gmail.com
LikeLike