قبل أسبوعين بالضبط، طرحتُ تصويتاً لاختيار أصعب جهاز من أجهزة الجسم الثلاثة الأساسية من حيث أخذ التاريخ المرضي و الفحص السريري.

هنا موضوع التصويت

الجهاز الفائز بتصويت عدد لا بأس به من المتابعين و المتابعات هو:

Neurologic System

و هذا يذكرني أن أتحدث عن ظاهرة خوف الطلاب و الطالبات و كذلك الأطباء من تعقيد الجهاز العصبي و التي وقعتُ فيها شخصياً أيام الكلية و لكن في الجزء النظري منها. أذكر أن السعي إلى الكمال وقف في طريق مذاكرتي لمحاضرات هذا الجهاز. و أذكر أن حاجتي للتفاصيل سحبتني إلى دوامات هذا الجهاز المعقد في التركيب و الوظيفة. في السنة السادسة شُرحت لنا محاضرة بعنوان:

Localisation in neurology

 في ٥٠ دقيقة فقط و بسطحية أكثر مما أذكره عن محاضرات السنوات الأساسية في 

Physiology & Neuroscience 

و أذكر بكل وضوح كيف أني سألت و تناقشت مع الدكتور حتى غضبَ و غضبتُ! و لم يوفرن زميلاتي نظرات الغضب أيضاً. فقد أثبتُ أن خوفي و خوفهن فعلاً موجود. و عندما قلت للدكتور كيف أذاكر هذا الموضوع المعقد و من أين بالضبط؟ أريد أن أفهم كذا و كذا و كذا بدقة.. قال سأعطيكم “شرائح المحاضرة” على غير العادة و لكن كانت شرائحه لا تسمن و لا تغني من جوع. عددها كبير و لكن محتواها قليل. وسط فرحة زميلاتي إلا أن غضبي زاد أكثر و غيظي و عتبي على الدكتور الذي يعرف تعقيد هذا الجهاز أكثر من غيره و يعرف تماماً أن أسئلتي كانت من معقد إصرار لا تذمر و فرار. كنت أصرخ بداخلي ( لا ترسم لي اللوحة بل أعطني الأقلام) .. عندما وصلتُ إلي البيت تعلمت أن هناك “كتب” و مجلدات تحمل عنوان المحاضرة التي اختصرها لنا في أقل من ساعة. بدون أن ينصحني بمصدر يوازي مستوى أسئلتي أو ما أحتاج أن أعرفه عن ذلك الموضوع. فقررت أن أحذف مذاكرة المحاضرة بأكملها! و الحمد لله أني فعلت.. 

Neurophobia 

هو المصطلح الذي يُطلق على هذه الظاهرة. و لمزيد من التفاصيل زوروا هذه الدراسة من مجلة 

American Academy of Neurology

سأنشر أول موضوع في السلسلة الأسبوع القادم بإذن الله

فكونوا بالقرب، و إلى ذلك الحين، أرحب باستفساراتكم و طلباتكم الخاصة بشرح فحص الجهاز العصبي حتى آخذها بعين الاعتبار عند طرح أول موضوع.

و انضموا إلى قناتي على تيليقرام لمزيد من المواقف و الأخبار و النصائح الدراسية

https://telegram.me/asksilent