لكن لستُ أهوَاهُ

b1884-basmala-svg 

 

إلى وقت قريب، كنت قد أُجبرت على كره صفة من صفاتي رغم قلة الأدلة التي تدعم مساوئها و صدقت فعلاً أنها عثرة في طريقي و هي صفة “الهجر” نعم! كنت و لا زلت أترك و بدون التفاتة إلى الوراء أي شيء كنت قد قررت الالتزام به و اختفى النور عن نهايته. في سنة الامتياز مثلاً كنت أبتسم في وجه كل من يصيح بي كيف لم أختر برنامجاً و قد تركت أشهر التقديم تمر مر السحاب! كان ردي الذي لم يقنع الكثيرين:

(أعرف أني سأترك ما لا يعجبني سريعاً)

فعلاً ! فليس أسوأ من أن تكون في مكان يشعرك بالتعاسة أو مع شخص يشعرك بالبؤس “سنة” إلا أن تكون التزمت به سنة و يوم ! هذه الصفة تقبلتها أخيراً و كمصدر قوة عندما تعلمت أنها من صفات الناجحين و ليس كما يسميها من حولي؛ تشاؤوم, خوف, قلة خبرة و غباء ! العبرة بالنهاية و ليس بالبداية, كلنا ابتدأت حياتنا بنفس القصة, لكن جوهر القصة في نهايتها لأنها اختيار..رحلة الحياة تأخذ من جمال أو قبح النهاية و ليس البداية .. فلا أحد يستمتع و هو يسير إلى حبل المشنقة مثلاً !  أحياناً كثيرة و عند فئة معينة من الناس يلقبون كثيراً بـ”الشاعريين” “الحساسين” “الحالمين” يريهم الله النهاية بوضوح لا شك معه. لكنهم لا يستطيعون ترجمتها للناس. وضْعَها في إطار منطقي و بالأرقام في العالم الاستراتيجي مهمة مستحيلة. شيء يشبه رائحة الصباح قبيل الشروق, أو السحابة التي اتخذت شكل لعبتك المفضلة و لا أحد يذكر تفاصيلها غيرك. لا أحد يصدقك.. غير مادية و لكنك تكاد أن تلمسها.. تتكرر في منامك و لست الذي يحلم! بل أنت الذي سافر إلى المستقبل ..كل شيء في يقظتك يؤدي إليها.. تهرب منها فتجدها في كل مكان.. و عندما تتركها تشعر بأنك “تخون نفسك” روحك خارج جسدك.. مزيف.. كذاب ! 

 

 لـيــس الحب أعمى

bblind

بعد عشرات المحاولات لإقناعي بأن ما أراه وهم و ما أشعر به مجرد تفاهات مراهقة صغيرة .. في صباح اليوم الذي ذهبت فيه إلى الجامعة للتسجيل في كلية الطب و على نطاق أربعة أجيال من عائلتنا لم يكن أحد يصدق أنه سيتم قبولي, و الحمد لله أنهم لم يفعلوا.. لأنهم ماذهبوا بي إلى هناك إلا ليثبتوا أن لعنادي عواقب وخيمة. و عدم القبول في الكلية سيكون أكبر خيباتي و فرصة لا تعوض لأرفع رايتي البيضاء و أصبح “مطيعة” و أسلمهم قدري كالبقية ! لا يعلمون أنه قبل هذا قد تم قبولي في جامعة أخرى في كلية الطب لكني لم أرَ “النور” فلم أكمل إجراءات القسم و “هجرتها” .. أفضل الجامعات في الطب البشري و المنافسة الشديدة و ما إلى ذلك من الكلام الصحيح المعقول و المنطقي .. ببساطة لا يعنيني و لا أقتنع به كاقتناعي بما أراد لي الله و احتل قلبي.. لا أحد يعلم حتى هذه اللحظة.  ناولتني موظفة التسجيل ورقة تعبئة الرغبات فخطفتها أمي لتتأكد أني لن أكتب “طب بشري”  .. و لأني أنافسها في وضوح الخط أعطتني الورقة أخيراً و الموظفة تأمرنا بالاستعجال.. كتبتُ في مربع الرغبة الاولى طب بشري و تركتُ المربعين الباقيين و سلمتُ الورقة. قالت الموظفة التنافس شديد و قد لا يتم قبولك في هذا القسم, اكتبي صيدلة و شيء آخر.. فتهلل وجه أمي فرحاً و اقترحتْ أن أكتب كيمياء و أحياء .. دخلنا في نقاش أنا و هي و الموظفة حول رغباتي و أصبح الجميع ينظرون إلينا .. أوهمتهم أني رضخت لمطالبهم و كتبت طب بشريطب بشريطب بشري .. في جميع المربعات. غضبت الموظفة جداً هددتني بعدم القبول في القسم و لا في الجامعة بجميع أقسامها و قالت هذه تعتبر رغبة واحدة .. قلتُ لها “بالضبط” أخيراً فهمتي ؟ تطاير الشرر من عينيها و لم أقصد الوقاحة لكني “ضحِكتُ” لأني في لحظتها علمتُ أني سأراها مجدداً و كثيراً أيضاً .. كانت بُشرى قبولي مرسومة في بياض عينيها..  حالمة؟ متهورة؟ شاعرية؟ مجنونة؟ نعم أعرف.

كنتُ و لا زلت أعتبر “الهَجر” استراتيجية خروج.. أتأكد من التزامي به و وضوح خط العودة قبل أن ألتزم و أتقبل أي شيء.. صغيراً كان أو كبيراً.. متصالحة جداً مع هذا الأمر بشكل يثير الاستغراب لمن حولي لكني مرتاحة معه. فمثلاً يحدث أن نستعد للخروج إلى سهرة كنا قد خططنا لها منذ زمن طويل و في آخر لحظة أطلب ذلك النور فلا أجده! أتركها فوراً. أسهر جالسة في أرجوحتي بكامل زينتي و استعدادي بدون أن أندم على الجهد و الساعات التي استثمرتها فقد قررت و انتهى. و بعد دقائق يصلني خبر حادث بالسيارة التي كانت ستقلني إلى تلك الحفلة! و لو أذعت خبر الحادث قبل أن يحدث فعلاً لقالوا أني فقدت عقلي..

ما أريد أن أقوله هنا هو أن قراراتنا المصيرية و الغير مصيرية قد لا نجد لها شروحات منطقية و قائمة تفصيلية لأسباب اقتناعنا بها و في أحيان كثيرة _إن لم يكن دائماً_ نحن لا ندين للعالم بذلك. عندما فتحت صفحة الأسئلة توقعت أن عشاق الطب فقط سيجدون الطريق إليها, و كنت أجيب ببهجة بدون أي قيود و ربما اعتبار لاختلاف الآخرين ..تعليقات وصلتني على صور المكتبات و الكتب التي أفرشها على خلفية صفحتي لم أتوقعها! أعادتني إلى “الأرض” .. لتذكرني بالأمهات و الأهالي في الطرف المضاد لأمي ..الذين جرّوا فلذات أكبادهم إلى كلية الطب رغماً عنهم. إلى الآن و أنا أتلقى أسئلة من طلاب و طالبات يطلبون المساعدة للخلاص من سجن كلية الطب. أعرف كمية الشجاعة التي استجمعتموها لتبعثوا إلى أسئلتكم هذه مع أن غرض الصفحة مختلف تماماً. . الخجل و الانكسار و الندم وصلوني قبلها.. ذكرتُ لكم قصتي هنا لتعرفوا أن أسئلتكم هذه محل ترحيب. لستُ متحيزة لطلاب الطب فقط و لست “تقليدية” أشجع على الالتزام بكل شيء يعتبره الكثيرون نعمة و ميزة عن الناس حتى لو كان العكس .. أقصد القبول في كلية الطب.   

تأكد تماماً أن الترك و الهجر و المغادرة ليست مرادف للخسارة و الجبن و الخوف. بل تعني أنك وصلت إلى نضج ذكاءك العاطفي , إلى إيمانك الذي يضيء لك المخفي و الغائب عنك.يعني أنك تمتلك من الشجاعة ما تستطيع به أن تحول مشاعرك إلى أفكار تسمعها ثم إلى أفعال. قدرتك على تقييم المشكلة التي بيدك و النظر إليها من أكثر من زاوية و التنبؤ بنتائجها المستقبلية لتقرر الاستمرار أو المغادرة هي نعمة عظيمة و ليست صفة سيئة في الشخص أبداً بل تعني أنك تقدر قيمة الحياة و الفرص و أحقيتك في عيش حياة سعيدة.

نصيحتي للشاعريين .. اطلبوا الإيمان يطلبكم

🙂

 

 

 

maxresdefault

 في الجانب المقابل للحالمين و الحساسين هناك الاستراتيجيين و المفكرين المحللين الذين يركزون على الأجزاء و يتركون الكليات. قد لا أجد صدى لكلامي هذا عندهم لأنهم يفهمون بطريقة أخرى مختلفة. هؤلاء دائماً ما يقعون في فخ الالتزام المفرط. ظاهرة وقفت شخصياً على ضحاياها تسمى:

sunk-cost fallacy 

لا أعرف ترجمتها بالعربية حرفياً و لكنها تعني أن الشخص عندما يواجه خيار التخلي عن شيء ما أصبح مصدر ألم و انزعاج في نقطة اللاعودة فإنه ينظر إلى الاستثمار الذي بناه في ذلك الشيء و يقرر عدم التخلي عنه في نهاية الأمر! كمثالي السابق في ترك السهرة التي قضيت وقتاً طويلاً أستعد لها , إذا كنتُ استراتيجية قد أتجاهل إحساسي بأن شيئاً سيئاً سيحصل لي و أختار الذهاب لأني لا أريد أن يذهب تعبي في الاستعداد لها سدى. و كأن يكون لدى شخص سيارة أنفق عليها الكثير من الأموال في أعمال الصيانة و ليست إلى تحسن كبير , فإنه يقرر ألا يبيعها مثلاً و يستمر في تحمل خياناتها في قمة حاجته لها فقط لأنه ينظر إلى ما سيخسره لو باعها بأقل من ثمنها. و مثله الطبيب الذي اختار تخصصاً ما و رغم جهوده في التعرف عليه لكنه اكتشف أنه ليس مناسباً أبداً,  تصبح حياته كئيبة و تتدهور صحته النفسية و الجسدية و يختار ألا يتركه فقط لأنه ذاكر كثيراً في امتحان القبول و أمضى فيه سنة أو سنتين و لن يترك هذا الاستثمار مهما أصبح مدمراً.

هي نفسها عقلية عصفور في اليد و لا عشرة على الشجرة. تقدر الخسارة و تعظمها دون أن تلتفت إلى الربح الذي يفوقها بأضعاف مضاعفة و بينك و بينه حاجز أو اثنين. ما القيمة العددية لسنة أو سنتين في عمرك الطويل ! و ما قيمة الوقت إذا أمضيته فيما تكره و يسلبك الرغبة في الحياة؟ كم هو مؤلم أن يلومك الآخرون على اختياراتك التي جروك إليها جراً عندما تعلن خسارتك و تعلن الاستسلام! الخسارة الحقيقية هي أن تتشبث بأرصفة الطريق كالمجنون و المارة يدهسونك بلا رحمة. أن تمضي حياتك تحقق أحلام الآخرين و لا تتوقف حتى لتتعرف على أحلامك أو تطلبها. أن تعرف متى و كيف “تهجر” كل ما لا يناسبك “شجاعة” و “وفاء” و “نجاح”. نصيحتي للمحللين: إذا كنت ستحصل على فرصة واحدة في الحياة فلماذا لا تطلب لنفسك الأفضل فيها ؟

20 thoughts on “لكن لستُ أهوَاهُ

  1. Pingback: ترك دراسة الطب- استفسارات | مُـدوَنَــة أَطِـبَّـاءُ الـمَـجْـد

  2. في عام 2006
    كنت وثقت في نفسي كثيرًا و لم أبق أحدًا إلا و أخبرته أني سأدخل الطب
    و بعد استلام الدرجات النهائية المرتفعة و لله الحمد
    توجهت لكلية الطب القريبة و كانت الصدمة أني درجات في الرياضيات أقل من أن أقدم على الكلية
    و إن كانت نسبتي الموزونة عالية لكن النظام يلزم أن يكون تقدير كل المواد العلمية ممتاز
    هنا تحطمت و تناثرت أوراقي
    قدمت على جامعة بعيدة و سلمتهم أوراقي الأصلية
    ثم كانت المفاجأة الأخرى لا يوجد سكن للجماعة و أقرب سكن غالي التكلفة قد لا تغطيه المكافئة الجامعية و خوفي من المغامرة
    ذهب لجامعة أخرى أقرب منها و تعثر قوبلي بسبب وجود أوراقي الأصلية عند الجامعة السابقة
    هنا تحطمت داخلياً و انهرت
    عدت و قدمت على كلية مرموقة في الهندسة !!
    لعلي أجد ميولي هناك و إلا فسأرجع للتقديم من جديد العام المقبل
    و حصلت وفاة والدي رحمه الله أيام التقديم فانهرت أكثر و أكثر
    و انكسرت أكثر مع انكسار والدتي و تقلب الناس من حولنا و قضايا المحكمة
    بعد ثلاث سنوات حين استرجعت عافيتي و قواي الذهنية
    أقفلت كليات الطب في وجهي لأني تجاوزت ثلاث سنوات على التخرج

    ما زلت منذ 12 سنة أتجرع مرارة تلك اللحظات
    لا أعلم ما الذي حصل
    كنت لا اخلو من صفات الجرأة و التميزعلى الأقران
    لا اعلم كيف انزلق الطب م نبين يدي أو كيف انزلقت أنا
    أين الناصحون من حولي حينها
    أين الداعمون

    كيف أنسى ذاك الألم

    Like

    • (وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)

      كنت قد بذلت كل الأسباب لذلك الطريق فلم يكن هنالك تقصير منك فلا تلم نفسك، فالعليم الحكيم صرفه عنك لشرٍ لا تعلمه ولحكمةٍ لا تعلمها ولو علِمتها لحمدته وشكرته، أخي أتمنى منك ان تركّز على حاضرك فلابد من وجود طريق آخر تنفع به دينك ووطنك وأمتك، ابحث عنه وابذل جهدك لتحقيقه واسأل الإله الإعانة والتوفيق، اتمنى لك كل الخير.

      Like

  3. Pingback: هل تناسبني دراسة الطب؟ | مُـدوَنَــة أَطِـبَّـاءُ الـمَـجْـد

  4. انا بعد اسبوعين تقريبًا حابدأ الامتياز
    للاسف مو طب
    كملت في تخصصي لانه خفت اني اذا جيت احول ما انقبل طب
    مازال قلبي معلق بالطب والمواقف اللي تصير معاي في المستشفى تعلقني فيه زيادة
    يعني من بين قروبي المكون من ستة بنات انا الوحيدة اللي رضا الجراح يخليني ادخل معاه واتفرج
    المرضى يسألوني كثير
    اتمنى اقدر افيدهم واساعدهم اكثر
    بس كثير احيان افكر ممكن انا ما انفع لطب
    او اني ما استاهل ادخله لاني ماني دافورة ولا اذاكر اول باول ولا احب القراءة كثير
    كثير يقولولي اني حاكون طبيبة كويسة او جراحة ماهرة
    لاكنهم ما يعرفوا اني مترددة اني اكمل طب خوفًا اني ما اكون قده

    محد يدري وين الخير ولا وين بيكون بعد سنة
    طبيعي الشعور بالندم لاكن لازم ما نسمح له بانه يتملكنا ويتحكم بحياتنا
    عشان كذا قدرت اكون الافضل في دفعتي في الجزء العملي 🙂

    Like

  5. Pingback: هــاجــس تـغـيـيـر التـخـصـص الجـامـعـي | ’Medic Of Glory

  6. Pingback: ! مجموعة انسان | ’Medic Of Glory

  7. Pingback: انـحـنـاءات الـقـدر  | ’Medic Of Glory

  8. Pingback: انـحـنـاءات الـقـدر  | ’Medic Of Glory

  9. Pingback: أريد أن أصبح طبيباًـة ..استفسارات | ’Medic Of Glory

  10. الاعراض النفسية والجسدية تمكنت منّي بالفعل في بعض المراحل ولكني أبيت الاستسلام لأني شعرت دائما برغبة في اثبات انني لم افشل
    اثبات ذلك لنفسي اولا ولأهلي الذين لم يشجعوني على الالتحاق بكلية الطب وخالفت رغبتهم وهو احد اسباب معاناتي .

    انا من هؤلاء التحليليين المفكرين , عندما ادرس الامر واحسب عدد السنوات المنقضية وعدد السنوات المتبقية
    اعلم ان الطب, تخصص تكون فيه طالباً الى الأبد , واعلم انني لم اعد اشعر بتلك الرغبة المتقدة للتعلم وفقدت شغفي بالطب منذ فترة طويلة
    لم استطع اتخاذ قرار الاستسلام والتسليم مع انني اعلم ايضا ان الاستمرار صعب ولكن حذف الاربع سنوات السابقة من حياتي في مكب الماضي والبدء من جديد ليس من الخيارات المطروحة امامي وان كنت في بعض الاوقات السوداء افكر في ذلك

    وجدت ان الحل الوحيد المطروح أمامي هو الاستمرار والبحث عن شيء يشدني , شيء يجعلني انتقل من “لست اهواه” الى “أنت حياتي وحبي”
    .. شيء يوقد في نفسي حب العلم والتعلم من جديد
    قررت أنني سأتخرج من الطب مهما طالت السنوات
    وبعد التخرج سأقرر ما اذا كنت اريد الاستمرار في الطب او الالتحاق بمجال آخر لا علاقة له بالطب.

    تدوينتك هذه من اكثر التدوينات التي أترث فيّ وجعلتني أفكر كثيراً واعيد بعض الحسابات وردي هذا جاء بعد شهر من قراءتي لها….. اشكرك كثيراً

    Liked by 1 person

    • فعلاً من أصعب الأشياء إذا خالفتي رغبة أهلك “غياب الداعم” في لحظات الضعف، و شماتتهم التي نحاول تجنبها بكبت ما نمر به من مصاعب. خصوصاً إن لم يكن هناك تقبل و حب غير مشروط من قبلهم و منذ البداية. عزيزتي إذا كان لديك يقين أن ما تفعلينه صحيح و يرضي ضميرك و ربك قبل كل شيء ، لديك شعور عميق بأن أمامك مستقبل مشرق و أمورك تتيسر من حيث لا تعلمين فواصلي طريق الطب بلا تردد. لأن الطريق الصحيح هو الذي تكثر فيه المطبات و العقبات و هذا حال الدنيا اللهم لا اعتراض. كل شيء زائل و حتى الذين يعترضون طريقك الآن لا خلود لهم. يسعدني أن كلماتي أثرت بك خيراً ، كوني بالقرب دائماً ، كما أرحب بك عن طريق إيميل المدونة لنتحدث أكثر إذا أردتي. أتمنى لك التوفيق

      Like

  11. ألجمني كلامك في النهاية

    أيعقل أن هذا تشخيص صحيح لمشكلتي؟

    هل علي ان أتراجع و اترك الطب لأجد طعم الحياة الذي افتقدته منذ اول خطوة مشيتها في سراديب الكلية!

    Like

    • ربما يا عزيزي \ عزيزتي ..
      غالباً ما تظهر على الشخص الذي يستمر في الشيء الذي لا يريده بعض العوارض الجسمانية . قد تكون هي الدليل المادي الملموس الذي يصدقه. لستُ هنا لأشخص حالتك طبياً ١٠٠٪ و لكن أريدك أن تفكر أكثر بالأمر. بالنسبة للحالة النفسية ، قد ينجح الشخص في تجاهلها و من هنا يبدأ جسده سبحان الله بإخباره و بطريقته أن هنالك شيء ما لا يسير على ما يرام. مثل الطفل الذي يشعر بألم بطنه عند الصباح و قبل الدوام، إذا كان لديه زملاء يضربونه في المدرسة أو مدرس يسيء معاملته. ألم بطنه حقيقي ، و يختفي تماماً أيام الإجازات و إذا سُمح له بالغياب. أسواء ما يمكن أن تفعله في نفسك هو أن تسمح لطعم الحياة الجميل أن يتسرب من بين يديك مهما كان السبب. قد تكون لديك إبداع في مجال آخر و لكنه مدفون. لا بأس أن تطلب لنفسك فرصة أخرى و طريق آخر. إذا كنت لا تستطيع مواصلة الدراسة لتلتحق فيما بعد بمجال لا علاقة مباشرة لك بالمرضى أو بالمستشفيات ، فسأشجعك على المواصلة. و لكن إن لم يكن هناك مجال لهذا أو أنك لا تستطيع المواصلة و قد انتهى صبرك، فدع خرافات المجتمع و اختر لنفسك الأفضل في مجال آخر. لأن الطب البشري مسيرة حياة كاملة ، لا تستطيع أن تهدأ أو تكن بعد التخرج. بل أن الجهد المضاعف يبدأ بعد التخرج حيث المنافسة على التخصصات في الدراسة و العمل و الممارسة المهنية المتغيرة باستمرار و ضرورة اطلاعك عليها مهما علت مرتبتك و متطلبات الهيئة و كثير من الأمور التي لن تستطيع ملاحقتها بسهولة إذا خرجت من الكلية و قد نفذ صبرك و كرهت حياتك. اعرض خياراتك بواقعية و فكر فيها و استشر و لا تنظر إلى ما قد مضى و لكن فكر فيما هو آت. أنا معك إذا أردت المزيد من المساعدة هنا أو على إيميل المدونة بشكل خاص. كن بخير.

      Like

  12. Pingback: ٍعبثـاً تُحاولُ لا فـناءَ لـثـائر | ’Medic Of Glory

  13. Pingback: ٍعبثـاً تُحاولُ لا فـناءَ لـثـائر – قــــــــــريــــبـــــــــــاً | ’Medic Of Glory

  14. Pingback: ٍعبثـاً تُحاولُ لا فـناءَ لـثـائر – قــريــبـاً | ’Medic Of Glory

  15. Pingback: ٍعبثـاً تُحاولُ لا فـناءَ لـثـائر | ’Medic Of Glory

  16. أعجبني كلامك كثير ، لكن الوجه الثاني للحقيقه هو عسى ان تكرهوا شيء وهو خير لكم ، لا تصدق احاسيسنا دوما ، لذلك لا بد لنا ان نعطي انفسنا فرصه ، ان نحايد ، ان نفتح قلبنا لقدر الله ، لكي نفهم الخير الذي جاء به

    العجيب انني مثلك تماما دخلت كليه الطب وعيناي شاخصتا لكليه الهندسه ، حينما درست ف كليه الطب احببته وحمدت ربي كثيرا عليه ، اكيد هناك دوما طريق لتراجع لكن لا تتراجع قبل ان تجرب ، لا تصدر قرار عن شيء لم تجربه ، ولا تستمر في قرارك المسبق كبرياءً

    Like

    • !كم حلمنا ,كم تمنينا و شئنـا .. و شاء الهوى
      كنت أتحدث عن عيون القلب و بصيرته الحصرية التي لا يمكن وصفها للآخرين و لا يمكنهم أن يؤمنوا بها.
      ليست التجرية دائماً الجسر الوحيد للعبور , لأننا بهذا لن نجد الفرصة لبناء جسورنا إذا اقتصرت حياتنا على ما جربه الآخرون قبلنا. الأهالي دائماً ما ينصحون أبنائهم بما جربوه قبلهم و يعرفون أنه آمن. يثبطون “جهلاً” و بدون قصد أحياناً فرصة أبنائهم للنمو و الازدهار. شكراً لتعليقك و متابعتك

      Like

اكــتـب تـعـلـيـقـك أو سـؤالـك هـنـا

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.