قد لا تتذكر أول خطوة مشيتها أو أول ليلة نمت فيها بعيداً عمن يرعى طفولتك.. و لكنك حتماً تتذكر أول يوم في المدرسة و أول أنشودة حفظتها و أول شارع قدت فيه سيارة .. للمرات الأولى سحر يجعلها تحتل مكاناً في الذاكرة, و قوة تغير بها دفة تفكيرك , و ريح تنعش روحك و تبعثر مخاوفك. بالنسبة للطبيب , سنة الامتياز تحمل الكثير من “المرات الأولى” من معامل الجامعة إلى غرف المستشفى بحر يسبح فيه طبيب الامتياز وحيداً مع أفكاره. أذكر لكم بعض مراتي الأولى التي غيرتني كثيراً حتى ترحبوا بمراتكم الأولى و تصبح التحديات “شخصية” بينكم و بين أنفسكم لأن في الحقيقة كلٌ مشغول بنفسه و طبيب الامتياز ليس مستضعفاً في عالم المستشفى إلا إذا اختار أن يكون كذلك.
أعطنِي حُريتي .. أطلق يديَّ
في مستشفى يدرب الأطباء المولعة أرواحهم الشابة بجراحة التجميل, وجدت نفسي مع أكثر الفرق تنافساً لبعضهم.. استشاري لا تفوته تفاصيل مراضاه و لا أعضاء فريقه. أخصائية من بلده و لكنها تختلف معه دائماً, تسعى إلى الكمال بشكل مرضي, أطباء الامتياز بالنسبة لها عقبة أمام سعيها إلى الكمال, لكن رئيسها الاستشاري واضح أنه من النوع الذي يريد أن يصنع نسخته المصغرة قبل أن يودع الدنيا, و لذلك كان يصر دائماً على وجود طبيب امتياز واحد في فريقه رغم معارضة الأطباء المقيمين الذين لم يحتفظوا برأيهم هذا حتى في وجودي!
صحيح أني لا أحب جو المنافسة لأني أعتقد أنها تنبع من عقلية الشح. لكني لا أفوت مراتي الأولى أبداً .. ! لاحظ الاستشاري ولعي بكل شيء جديد لم أره فكانت فرصته ليشعر بالرضى عن نفسه و يتذكر حماس الشباب.
رأيت العجائب معه, حتى أصبحت لنا جولتنا المصغرة على المرضى في الصباح الباكر قبل الاجتماع الصباحي و قبل الجميع. حتى أتى يوم العمليات المخصص له. طلب مني أن أتعقم و أشاركهم في عملية شد بطن إحدى مريضاته. لكني وجدتهم و قد أخذوا أماكنهم على الطاولة ينظرون إلي كأي شيء زائد لا فائدة منه. بل إن بعضهم نظر إليَّ ثم إلى الباب في خط مستقيم إشارة منه يعني هذا طريق العودة فانصرفي. سألت الاستشاري الذي انضم إلينا آخراً: دكتور فلان .. طلبت مني أن أتعقم لأفعل ماذا بالضبط؟ بالطبع لا تريد أن يقول الجميع أنك تهدر ملابس المستشفى المعقمة! و قبل أن يجيب قالت الاخصائية بفضاضة:
You may watch, these sterile scrubs for you to get closer. that’s all.. am I right doctor?
ظل صامتاً لا يريد أن يدخل في نقاش حاد معها و لا يريد أن يخلف وعده لي, نظرتُ إلى الخطوط الزرقاء التي رسمها على بطن المريضة و قلت له أنا سأبدأ العملية, سأكتفي بذلك الخط الطولي لأقطعه نصفين هل هذا ما تفعلونه دائماً؟ قالت الأخصائية لا مستحيل لن تلمسي سكين الجراحة لا يا دكتور هذه مرتها الأولى. في تلك اللحظة تذكرت إعلانات الوظائف في الجرائد التي يصرون فيها على “الخبرة المسبقة” أكثر من إصرارهم على المؤهل العلمي و استعداد المتقدم ! و تذكرت أيضاً أني قرأت عن الأشخاص الساعين إلى الكمال و أن انتقادهم للناس ينبع من انتقادهم الدائم لأنفسهم و أن أسلوب هذه الأخصائية معي ليس “شخصي” و إنما شيء يسمى في علم النفس
Projection
أي أنها تعرض مخاوفها و نقاط ضعفها على أشخاص آخرين لكي تشعر براحة لحظية فيخيل إليها أنها تخلصت من ترددها و نقدها لنفسها. ابتسمتُ و قلت للاستشاري :
After this, it won’t be my first time anymore. I know I can do it.
شعرتُ بعينيَّ تحترق و أنا أنظر إليه, لست متعودة على أن أجد نفسي في موقف كهذا. و لست التي تتعمد أساليب التوسل مع أساتذتها. و قبل أن ينطقَ بكلمة واحدة ,طلبتُ سكين الجراحة من الممرضة , نظر الاستشاري إلى يدي ثم قال سيكون من الصعب جداً أن تقطعي الخط المرسوم و لكن حاولى أن يكون الجرح “حوله” قدر الإمكان, هذا الخط هو كل ما ستراه المريضة من عمليتي فيما بعد. قسمت الخط الأزرق نصفين كما وعدت بسرعةِ صرخةِ الأخصائية و هي تقول
Noooooooo !
وسط هتاف الأطباء المقيمين كانت الأخصائية مذهولة في صمت و قد ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه الاستشاري الذي طلب مني أن أكمل قطع بقية الخطوط. بعد ذلك اليوم تخلى الاستشاري عن الـ
Senior resident
ليهتم بمرضاه في القسم حتى تتسع الطاولة لأربعة جراحين فقط. في اليوم التالي استمر صمت الأخصائية التي أصبحت تناديني “دكتورة” فلانة على غير العادة. سألتني ماذا تفعلين في وقت فراغك؟ فهمت المغزى من سؤالها فأردت أن أرد لها إحراجها لي في غرفة العمليات يوم أمس.. فقلت لها : غير تقطيع الدجاج في المطبخ؟؟ قالت نعم و هي لا تنظر إليَّ ..
قلت لها لا شيء محدد و لكن لماذا تسألين؟ قالت :
Hmmm .. your manual dexterity . . even senior residents cannot cut the guide line in half all the way through with all that redundant skin and stretch marks.
رحت أحدثها عن بعض ما أفعله في أوقات فراغي و الذي يتضمن الكثير من الأعمال الفنية. يوماً بعد يوم أصبحنا صديقتين و تعرفت على التخصص بشكل أفضل و رأيت معها العجائب أيضاً فقد عرفت أخيراً مهماتها الخاصة التي يرسلها الاستشاري لتقوم بها لوحدها مع المرضى. كل هذا كان مفتاحه مرتي الأولى!
لكنه الإبحارُ دون سفينةٍ
قريباً من ذلك القسم, كان فريق هادئ لا يهتم الاستشاري جراح التجميل إلا بطبيبين مقيمين يبدو أنهم وجدوا حلاً وسطاً بينهم مع كل تلك المهام الكثيرة على فريقهم الصغير فوضعوا المنافسة جانباً. انضممت إلى إحدى جلسات علاجهم لمرضى من نوع آخر في العيادات. بغية أن أتعرف على جانب آخر من جراحة التجميل. عرفت أنه يمضي ساعات في غرف العمليات بعد انتهاء الدوام لأنه يكره تكدس المرضى لشهور عند باب عيادته فعرضت المساعدة. في أثناء العملية تم استدعاء أحد الأطباء المقيمين معنا إلى الطوارئ و الآخر كان لديه أعمال أخرى في القسم. تبقت خطوة خياطة الجرح التي يتركها الاستشاريون عادة لمن تحتهم مباشرة سألت الاستشاري هل ستقوم باختيار خيط كذا أم كذا بطريقة كذا؟ قال هل تعرفينها ؟ قلت نعم . قمت بذلك كثيراً . فقال أنا أتركها عادة للـ
Senior residents
و لكن يبدو أنه سيتأخر , لكنها ليست صعبة على
R2 residents.
تفضلي يا دكتورة .. خلع الاستشاري قفازاته ليرتاح. و قبل أن أصحح معلوماته, أصبح لكذبتي “أخت” أكبر منها .. فأنا لست طبيبة مقيمة كما كان يظن! بل طبيبة امتياز في أول أسبوع في الجراحة.. و هذه ستكون مرتي الأولى!
في تلك اللحظة تذكرت موقف سكين الجراحة الأول. ثم تراءئ لي وجه المريضة النائمة أمامي و هي في العيادة تناشد الدكتور و كلها أمل ألا يكون جرح العملية ظاهر لأميرها. لم أرد أن أخذله و لا أخذل مريضته. و لكني أيضاً لا أخذل “مراتي الأولى” أبداً ..و في محاولة لأزيد ثقتي قلت لنفسي. . لقد قرأت عنها , و رأيتها خمس مرات قبل يومين إذن لم يتبق إلا أن أطبق ما تعلمته. جلس الاستشاري يراقبني من بعيد. كنت بطيئة بالنسبة لطبيبة في سنتها الثانية في التخصص و لكني في الطريق الصحيح. وصلت إلى منتصف الجرح بعد أن أثنى عليّ الاستشاري و عاد الطبيب المقيم أخيراً. كان متفاجئاً من منظري لوحدي مع الممرضة, فنحن نعرف بعضنا و يعرف جيداً أني طبيبة امتياز مبتدئة. همس يسألني: كيف سمح لك أن تقفلي الجرح لوحدك؟ قلت له و قد كتمت ضحكتي “يظنني طبيبة مقيمة في السنة الثانية” و أنا لم أصحح افتراضه. نظر إلى الجرح و قال من علمك؟ قلت لا أحد و هذه مرتي الأولى. بعد أن رأى الاستشاري كفاحي المستميت لأبقي قدمي واقفتين و عيني مفتوحتين, طلب من الطبيب المقيم أن يكمل فشكرته و غادرت المستشفى.
ما هي إلا ساعات قليلة حتى أشرقت شمس اليوم التالي و كلي خجل من كذبتي و أختها! كنت أتحاشى الاستشاري و فريقه حتى طلبني بالاسم أثناء جولته على المرضى! استئذنت فريقي و ذهبت ألبي.. في غرفة مريضته وقفوا جميعا ينظرون إلى جرحها الذي منعني خوفي و استحيائي من أن أنظر إليه. كنت خائفة من أن الخياطة انفتحت أو أن مصيبة قد حلت بجرحها بسبب كذبتي. قال الاستشاري انظروا.. أستطيع أن أعرف أين انتهت خياطة الدكتورة و أين بدأت خياطة الدكتور فلان بالنظر إلى الجرح فقط! نظرت إلى الجرح فوجدته محقاً و لكني لم أعرف ماذا كان يقصد بكلامه. لاحظ استغرابي فسأل المريضة , أي جزء من جرحك تفضلين؟ الأيمن أم الأيسر؟ فقالت طبعاً الأيسر .. فضحكنا و طمئنا المريضة بأنها لن تلاحظ الفرق بعد أن يشفى تماماً. خرجنا من غرفة المريضة فاستئذنت الاستشاري في دقيقة أريد أن “أعترف” ! قلت له أنا طبيبة امتياز.. قال علمت بهذا اليوم.. أنا أسفة أني كذبت , مريضتك كانت الأولى التي أخيط جرحها بهذه التقنية. نظر إليَّ بغضب و هم بالرحيل فاستوقفته.. دكتور .. هل كنت ستسمح لي أن أخيط جرحها لو قلت لك أنها مرتي الأولى؟ قال لا.. قلت له أنا أشكرك جداً على الفرصة الفضل لك أنها لن تكون مرتي الأولى بعد الآن. قال حسناً و لكن لا تعيديها , ليس عيباً إذا قلتي أن لا خبرة لديك سنعلمك, إذا وجدت وقتاً فانضمي إلينا في غرفة العمليات كل أسبوع.
..أغـْطِـيـتِي بَـيَـضاء
في مستشفى الولادة في رمضان قبل أعوام, اخترت الدوام المسائي في الطوارئ لأني سمعت بضجة العمل في مثل هذه الساعات فأردت أن أمتحن هدوئي و أخرج عن منطقة راحتي. استسلمت الكثيرات للطبيب المناوب المنهك لينقذهن إلا واحدة, دخلت على صراخها و هو يمسك بسماعة الهاتف و قد بدى عليه اليأس. و أول ما فتحت أزرار عبائتي و رأى معطفي الأبيض رمى بسماعة الهاتف و صاح مع المريضة بصوت واحد ” الحمد لله” .. كان أول لقاء لي مع هذا الطبيب. عرفته عن نفسي و هو يناولني القفازات و قلت له أنا طبيبة امتياز سأعمل معك حتى الساعة الواحدة و أنصرف. جذبتني المريضة من ربطة معطفي و هي تبكي بالله عليكِ استري عليَّ.. افحصيني أنتِ.. قال لي الطبيب:
Please check if the umbilical cord has prolapsed. If not ,examine her cervix she is in labor !
كنت في أول أسبوع , لم يسبق لي أن فحصت امرأة في المخاض! و لا أعرف ما سأجد و ما زال صوت أمي يرن في أذني و هي تستنكر على الداية أم زكي كيف تفعل فعلتها تلك و تخرج لتشرب الشاي مع نساء الحارة و كأن شيئاً لم يكن. هذه مرتي الأولى التي لم أرحب بها. رفعت الغطاء الأبيض فلم أجد الحبل السري و ارتاح الطبيب. ثم قلت له هذه مرتي الأولى ! أعرف الخطوات و التشريح و لكن لا أدري كيف يختلف عن المانيكان!! قال ستشعرين بجزء يشبه حلوى الدونات… ذلك هو عنق الرحم, ستشعرين بقليل من المقاومة لكن انتبهي من أن ينقطع لأنها ستدخل في صدمة عصبية و يتوقف قلبها!! بالانجليزية كان وقع هذه الكلمات أخف على أذني العربية.. استعنت برب العالمين و قلت لنفسي أنقذيها .. كل هذا و المريضة تمسك بيدي اليسرى و تبكي.. فحصتها و الأمر كان أسهل من المتوقع, و ماهي إلا دقائق حتى وضعت طفلها بحول الله و قوته. دعائها لي بالخير أعاد المياه إلى وجهي و عروقي بعد تلك الليلة. و احتفلت بمرتي الأولى بدون أن أشاركها أمي !
فَـلمَّا بَانَت بِنأيهَا
في عيادة طبيب مشهور يدخل عليه عشرات المرضى كل يوم بتنوع “منعش” كنتُ ساعده الأيمن و كان يحب التعليم بطريقة المشاركة و يصر إذا كانت المرة الأولى! كنت سعيدة لأني وجدت أخيراً من يقدر أهمية المرات الأولى و قدرتها على تغيير المفاهيم و قيمتها المعنوية على نفس طالب العلم. دخل رجل لم يعجبه وجود طبيبة و ممرضة و سكرتيرة مع طبيبه.. سألتهُ عما جاء به إلى العيادة فتوجه بجسده و انتباهه إلى الطبيب يسرد قصته.. بدأ يشرح عن أعراضه بطريقة الألغاز, لم أفهم الكثير .. و القليل الذي أحسبني فهمته كنت أشك به. لكن مع كثرة الأسئلة التي أود أن أطرحها عليه كان الطبيب يهز رأسه فقط فقد فهم كل شيء. جاء وقت الفحص لكن الطبيب أرسلني أستدعي طبيب آخر ليرى حالة هذا المريض. تجمعوا خلف الستارة و كنت أسمع التشخيصات التي يتناقشون فيها.. فتوقف الهواء في رئتي و شعرت بنبض قلبي في كفي.. !! يا إلهي إنها “مرتي الأولى” التي لا و لن أرحب بها أبداً.. فليس بيننا شك بالذات و ضعف ثقة لأجاهد نفسي على تخطيه، و لا طبيب يحتقر من أصغر منه لأبارزه، و لا حياة لأنقذها فأستعين بربي و أترك تفاهات المجتمع خلفي..و لكنه قرين تخصص النساء الولادة الذي حذفته من قائمة مراتي الأولى ضمنياً بيني و بين نفسي و من أيام الكلية و درس التشريح ذاك! خرج الطبيب من خلف الستارة و قال اذهبي و افحصيه و تأكدي من أن تفرقي بين كيس كذا و كذا عند حدود كذا.. كانت كلماته كحجارة تزن ألف طن تدحرجت على رأسي.. من فوق جبال آمالي الشاهقة. كيف سأخرج من هذا الموقف.. مشيت خطوتين إلى الوراء دون أن أشعر و الطبيب ينتظر مني أن أتقدم و أنظم لمن خلف الستارة .. قلت له بصوت متردد خَجِل .. لقد رأيت الكثير مثل هذه الحالة لا داعي لإزعاج المريض.. كل هذا و أنا أنظر إلى جسر أنفي! عرف الطبيب أنني “أكذب” فأصر على ذلك.. و قال لي الجملة العالمية “أنتِ طبيبة يجب أن تتعلمي كل شيء”.. فتفرق خجلي و سيطر الغضب! قلت له المريض لا يحتضر لأنقذه و إن كان كذلك فالمستشفى مليء بأبناء جنسه لا يحتاجني و لا أريد هذا العلم أصلاً. تسربت هذه القصة و مثلها الكثير الذي لم يأتِ صدفة بل كعقاب لي.. و أمام صمودي و تمسكي بوعدي لنفسي.. تغيرت عيرتي في المستشفى من “الجنوبية” إلى “جمس الهيئة” .. هههههه
شاركونا مراتكم الأولى في مربع التعليق و تذكروا دائماً أن أسمائكم لا تظهر إلا إذا أردتم لها.
أكثر شيء اتذكره حاليًا هو اول مرة ادخل غرفة العمليات كطالبة اشعة واللي كنت حاطة لها تصور ثاني ،تمامًا كله بسبب
grey’s anatomy
كنت حاطة في بالي انها بتكون باردة ونوعًا ما مظلمة ، من برا كان باين اني متحمسة للعمليات بس كمان ماسكة نفسي 🙂 اول ما اخذت سكراب العمليات حسيت انه الدموع اجتمعت في عيني من السعادة ولما دخلت غرفة الممرضات عشان البس سكراب الجراحة حاولت اتواصل مع الممرضات بس خفت ازعجهم بالكلام ( اصير ثرثارة اذا كنت متحمسة ) اتوقع من اول ما دخلت وهم عارفين اني اول مرة فكان في كم ممرضة فهموني وين احط اشيائي وقالوا لي خذي معاك اي شيء ثمين بالانجلش طبعًا 🙂 فرديت انه الناس تأتمنكم على نفسهم كيف
ما أأتمنكم على اغراضي 🙂 الممرضات صار يبتسموا و يقولوا
:good luck dear
🙂 مرة ارتحت وفرحت لما شفت كيف جملة وحدة خلت اغلبهم يبتسم 🙂 اختي الدكتورة قالت لي انه لازم البس طرحة غير اللي لابستها وانه النقاب ممنوع *_* خلصت لبست وحطيت الكمامة وطلعت ، التكنيشن ما عرفني لاني دخلت بلابكوت طويل وطرحة طويلة ونقاب وطلعت بلبس الجراحة الطويل والكمامة والطرحة الملونة (لازم للعمليات ) المهم انه كنت حاسة اني طايرة من السعادة الى ما وصلت غرفة العمليات ، اعطاني التيكنيشن الليد ابرون عشان البسه وكان ثقيل بس مع الحماس ما حسيت 🙂 دخلنا وكان المريض ولد عمره ١٧ بس ما شاء الله تبارك الله طويل مرة وكانت العملية عشان يشيلوا حصوات في الكلية ، صار اشياء كثير بس للاسف ما كانت العملية بالحماس اللي كنت حاطه في بالي ، بالذات اني اشعة فما سويت شيء 😦 بس تأكدت بعد العملية من انه الاشعة ما تناسبني وانه الطب هو اللي يناسبني باذن الله بسبب شيئين : ١: كنت احس بالسعادة لما احد يناديني دكتورة وبالذات لما الاستشاري سألني على اساس اني طب امتياز بس للاسف ما قدرت ارد واعتذرت انه انا اشعة ٢: لما استوعبت انه طول العملية كنت مركزة في الجراحة و تحمست معاهم ونسيت الاشعة فكرت بعدها انه ابغى اكون مكان الاستشاري واسوي العملية مو بس اتفرج ، امي كل شوي تقولي : انه مو لازم تكوني دكتورة اختك دكتورة خلاص وكمان اختي اللي بتتخرج من الثنوية بتسير دكتورة كمان فعشان على اساس تحببني بالاشعة تقول لي : انه نظيف ومريح في الدراسة والشغل ، وكويس للبنات ومطلوب ومدري ايش 😦 المشكلة اني ابغى الطب لانه العكس مو نظيف …. وغيره اسباب كثير بس اتوقع اني كتبت كثير =^.^=
عزيزتي ❤️❤️
سأسمح لنفسي و أقول لك، اتركي الأشعة و انضمي لدراسة الطب البشري!
شعرت بحماسك يراقص حروفك هنا! فكيف بقلبك الجميل ؟!
أفهم الصراع الذي بداخلك.. مقارنتك بإخوتك، رأي الناس بتخصص الأشعة، ثم كونك قد أمضيتي سنوات في قسم لا تجدين نفسك فيه.. نحتاج أمثالك ممن يحبون الطب فعلاً و لم يختاروه إرضاءاً لأب فخور أو أم متطلبة! و قد أخرسوا نداءات قلوبهم لتخصص آخر ..
التحويل من تخصص إلى آخر يحتاج إلى قرار حاسم لا رجعة فيه و شجاعة أرى بذرتها فيك كونك تعترفين و تكتبين عن حبك للطب البشري .. أتمنى فعلاً أن تفكري و تتخذي قرارك .. حتى لو كان البقاء في قسم الأشعة ، لابد أن تكون لك “وقفة قرار” حتى تعيشي بسلام و يهدأ بالك. استخيري ، تصدقي ، استشيري ثم قرري بحسم. أتمنى لك التوفيق و أشكرك جداً على مشاركتك مرتك الأولى، سعدت بتعليقك الجميل 🙂
Pingback: خطوات اختيار التخصص الطبي المثالي | مُـدوَنَــة أَطِـبَّـاءُ الـمَـجْـد
Pingback: أريد أن أصبح طبيباًـة ..استفسارات | ’Medic Of Glory
أكثر شيء اتذكره حاليًا هو اول مرة ادخل غرفة العمليات كطالبة اشعة واللي كنت حاطة لها تصور ثاني ،تمامًا كله بسبب
grey’s anatomy
كنت حاطة في بالي انها بتكون باردة ونوعًا ما مظلمة ، من برا كان باين اني متحمسة للعمليات بس كمان ماسكة نفسي 🙂 اول ما اخذت سكراب العمليات حسيت انه الدموع اجتمعت في عيني من السعادة ولما دخلت غرفة الممرضات عشان البس سكراب الجراحة حاولت اتواصل مع الممرضات بس خفت ازعجهم بالكلام ( اصير ثرثارة اذا كنت متحمسة ) اتوقع من اول ما دخلت وهم عارفين اني اول مرة فكان في كم ممرضة فهموني وين احط اشيائي وقالوا لي خذي معاك اي شيء ثمين بالانجلش طبعًا 🙂 فرديت انه الناس تأتمنكم على نفسهم كيف
ما أأتمنكم على اغراضي 🙂 الممرضات صار يبتسموا و يقولوا
:good luck dear
🙂 مرة ارتحت وفرحت لما شفت كيف جملة وحدة خلت اغلبهم يبتسم 🙂 اختي الدكتورة قالت لي انه لازم البس طرحة غير اللي لابستها وانه النقاب ممنوع *_* خلصت لبست وحطيت الكمامة وطلعت ، التكنيشن ما عرفني لاني دخلت بلابكوت طويل وطرحة طويلة ونقاب وطلعت بلبس الجراحة الطويل والكمامة والطرحة الملونة (لازم للعمليات ) المهم انه كنت حاسة اني طايرة من السعادة الى ما وصلت غرفة العمليات ، اعطاني التيكنيشن الليد ابرون عشان البسه وكان ثقيل بس مع الحماس ما حسيت 🙂 دخلنا وكان المريض ولد عمره ١٧ بس ما شاء الله تبارك الله طويل مرة وكانت العملية عشان يشيلوا حصوات في الكلية ، صار اشياء كثير بس للاسف ما كانت العملية بالحماس اللي كنت حاطه في بالي ، بالذات اني اشعة فما سويت شيء 😦 بس تأكدت بعد العملية من انه الاشعة ما تناسبني وانه الطب هو اللي يناسبني باذن الله بسبب شيئين : ١: كنت احس بالسعادة لما احد يناديني دكتورة وبالذات لما الاستشاري سألني على اساس اني طب امتياز بس للاسف ما قدرت ارد واعتذرت انه انا اشعة ٢: لما استوعبت انه طول العملية كنت مركزة في الجراحة و تحمست معاهم ونسيت الاشعة
فكرت بعدها انه ابغى اكون مكان الاستشاري واسوي العملية مو بس اتفرج ، امي كل شوي تقولي : انه مو لازم تكوني دكتورة اختك دكتورة خلاص وكمان اختي اللي بتتخرج من الثنوية بتسير دكتورة كمان
فعشان على اساس تحببني بالاشعة تقول لي : انه نظيف ومريح في الدراسة والشغل ، وكويس للبنات ومطلوب ومدري ايش 😦 المشكلة اني ابغى الطب لانه العكس مو نظيف …. وغيره اسباب كثير بس اتوقع اني كتبت كثير =^.^=
LikeLike
عزيزتي ❤️❤️
سأسمح لنفسي و أقول لك، اتركي الأشعة و انضمي لدراسة الطب البشري!
شعرت بحماسك يراقص حروفك هنا! فكيف بقلبك الجميل ؟!
أفهم الصراع الذي بداخلك.. مقارنتك بإخوتك، رأي الناس بتخصص الأشعة، ثم كونك قد أمضيتي سنوات في قسم لا تجدين نفسك فيه.. نحتاج أمثالك ممن يحبون الطب فعلاً و لم يختاروه إرضاءاً لأب فخور أو أم متطلبة! و قد أخرسوا نداءات قلوبهم لتخصص آخر ..
التحويل من تخصص إلى آخر يحتاج إلى قرار حاسم لا رجعة فيه و شجاعة أرى بذرتها فيك كونك تعترفين و تكتبين عن حبك للطب البشري .. أتمنى فعلاً أن تفكري و تتخذي قرارك .. حتى لو كان البقاء في قسم الأشعة ، لابد أن تكون لك “وقفة قرار” حتى تعيشي بسلام و يهدأ بالك. استخيري ، تصدقي ، استشيري ثم قرري بحسم. أتمنى لك التوفيق و أشكرك جداً على مشاركتك مرتك الأولى، سعدت بتعليقك الجميل 🙂
LikeLike