!الصراع الأزلي بين الزرفات و قطيع الأغنام

السلام عليكم د.سايلنت، أنا في المستوى السابع أذاكر من كتب فقط.. معد حبيت المحاضرات ولا ارتحت لها من تجاربي السابقة ومن كلامك عن مصادر المذاكرة.. يعني بجد جربت مرة وحدة السنة اللي فاتت وحبيت الكتب أكثر وصرت أرتاح نفسياً وأفهم منها أكثر مع إنها تظهر لغيري (كلام زايد).. وهي فعلاً تاخذ وقت مني بس تدريجياً صرت أعرف -تقريباً- كيف أذاكر بذكاء..

نتيجة التجربة السابقة كانت مرضية بالنسبة لي ولو ماهي بيرفكت وهي اللي شجعتني أذاكر من كتب + تشجيعك للناس في الآسك..

بحثي في الكتب اعتمدت فيه على العناوين المكتوبة في خطة الكورس، يعني المحاضرات “البوربوينت” بالكاد أفتحها يا دوب آخذ العناوين الرئيسية عشان أشوف هل استوفيت الموضوع ولا لا (تخيلت إن الدكاترة ما يعطونا محاضراتهم وأمامي مصدري الوحيد: كتبي ونوتاتي المتواضعة والناقصة أحياناً!)، للعملي أخذت مذكرة سايلنت مع تالي رغم كثرة المذكرات الأخرى وحيرتي بينها، مشكلتي أخاف يكون في المحاضرة معلومات مهمة تفوتني بس أحس الوقت ضيق مهما نظمته ما يمديني أراجع أو أمسك المحاضرة مع الكتاب (وأشيل هم أكثر إني أجد نقطة مو موجودة في الكتب اللي ذاكرتها كيف أبحث عنها والوقت اللي باستغرقه فيها، كأني أهرب وأخاف من حدوث هالموقف وهالشي محسسني بالذنب!)

صديقاتي يتكلمون دائماً عن المحاضرات وإن بعضها يكفي عن الكتب، وكل ما نزلت مذكرة في التصوير ركض الأغلبية خلفها واشتراها (زي ما وصفتي أحد المرات)، ما أبغى أشتت نفسي أكثر من اللي أنا فيه (كتابين نظري وكتاب عملي مع سايلنت وعدة وريقات متفرقة)! أنا حالياً مقتنعة بطريقتي إلى أن يشاء الله وتظهر نتيجتها في أول كويز.. لكن الخوف والحيرة يباغتوني من وقت لآخر وأحس بثقل في صدري.. كلام الناس كثير وما أعرف مين الصح ومين الخطأ؟
وأنا بشخصي.. هل قناعتي بخططي الجديدة صح ولا قاعدة أوهم نفسي؟ 😦
أعطيني رأيك وتعليقك على طريقتي، خصوصاً موضوع اعتمادي الكلي عالكتب وترك المحاضرات..
أحتاج أتطمن وأرتاح وأحافظ على ضميري وقناعاتي بدون ما أتأثر سلبياً بتصرفات زميلاتي وطرقهم الخاصة، حسيتك أنسب وحدة إني أسألها لأني أجد توافق بين تفكيري وتفكيرك..

أيضاً الكتابين اللي أذاكرهم للنظري كتاب كبير والآخر بوكت ^^” أختار من بينهم حسب مقارنتي لشرح الدكتور مع معلومات الكتاب، أو مدى ضعفي/قوتي في الموضوع وحاجتي للتعمق أو الاختصار..
شفت موضوعك في المدونة عن الكتب الكبيرة والصغيرة وخفت أنفهم غلط لما قلت كتابين للنظري ههههههه
آسفة إني طولت وشكراً مقدماً عزيزتي :”)

 

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته. أنا اللي آسفة على التأخر في الرد لكن تقدري تقولي إنه “متعمد” عشان أسمح لتجربتك تنضج و تكتمل و تشوفين نتائجها بنفسك بدون ما أزيد من التأثير الخارجي على قناعاتك كما وصفتي و تقيمين بنفسك من الرابح في معركة القناعات و كلام الناس. لأنك كنتي على عتبة الطريق الصحيح و في مواجهة مع خوف البدايات و التغيير احتفظتي بشجاعتك ما شاء الله. 

أول ما وصلني سؤالك فرحت فيه جداً جداً لسببين الأول أنك تتابعيني و تقتبسين من كلامي و فعلاً تأثرتي فيه بشكل إيجابي و فهمتي مقصدي بشكل متكامل بأن ملئتي الأجزاء الناقصة من أسرار المذاكرة! و السبب الثاني أنكِ وصفتي تجربتي حرفياً في السنة الرابعة و الثالثة و أعتقد أنها تجربة عدد من الطالبات من هذا النوع سأوضح ما أقصد لاحقاً. فعلاً كان هناك صوت في رأسي يقول لي كل ما تحتاجينه في الكتب اتركي كل شيء آخر و ضجة آراء زميلاتي و ركضهم خلف بعض كالقطيع بدون أي إرشاد داخلي أو خارجي يأخذ من انتباهي و تركيزي. و لأني كنت و لا زلت أحب تجربة الأشياء الجديدة و كلما زادت خطورة زاد شوقي لتجربتها, فالمعدل هنا  على المحك و الوقت لا يسع كل شيء كما لاحظتي . للحظة تخيلت أنك ابنتي! فأردت أن أعطيك مساحة لتجربتك الخاصة لتنمو و تكتمل و تكبري معها..أتمنى أنك وصلتي إلى بر الأمان. و الآن سأعطيك رأيي بالكامل.

بداية عندما قررتي الاعتماد على الكتب هذا يعني أن هناك شيء لا يعطيك نتائج إيجابية في طريقتك السابقة في المذاكرة من أوراق المحاضرات. ثم التزامك بالطريقة الجديدة و هي القراءة من الكتب رغم كل الحرب التي تواجهينها من الخارج و تكرار هذه الطريقة يعني أنها أعطتك ثمار حلوة في وقت من الأوقات 🙂

أريدك يا عزيزتي أن تتخيلي معي أرض خضراء شاسعة و بعض الأشجار الشاهقة هنا و هناك, في هذه الأرض أغنام كثيرة تشبه بعضها تمشي مع بعضها و لا تفترق, و بسبب شكل خلقتها فإنها تنظر إلى الأسفل دائماً, فهذه ترى نفس المنظر كتلك تماماً . عند الأشجار الشاهقة وقفت زرافات طويلة تمد رقبتها عالياً في السماء تقطف من ثمار الأشجار الحلوة و لم تهتم بالعشب المر و لم تطارده هنا و هناك. ترى قمم الأشجار و ما علاها , ترى السماء الصافية و الأفق البعيد و شروق الشمس و الطيور و كل شيء جميل , و ترى أيضاً ظهور الأغنام التي تبدو نسخ من بعضها. كلما قالت الزرافات للأغنام انظري هنا لجمال السماء و لذة ثمار تلك الشجرة. ردت عليها الأغنام و قد تعالت أصواتها في نفس الوقت فهم يقلدون بعضهم في كل شيء.. أين الجمال الذي تتحدثين عنه أيتها الزرافات؟ كوني مثلنا و انضمي إلى حزبنا فنحن أكثر. يزعج القطيع أن الزرافات مختلفة عنهم و متواجدة بينهم. يحاولون كثيراً أن يكسروا رقبتها الطويلة و ينكصوها لتصبح مثلهم ترضى بالقليل و العادي و المألوف.

عزيزتي ما أقصده هنا أنك قد تكونين “مختلفة” .. زرافة في قطيع الأغنام! ترين الفرص و أشياء مختلفة عن البقية, تأكلين من ثمار لا تستطيع الأغنام الوصول إليها و بالتالي لن تقدر لذتها. و لأنها تغار من اختلافك فإنها ستحاول كثيراً أن تحبطك و تشكك فيما ترينه و تشعرين به. لعلك من قرائتك للكتب رسمتي لوحتك بشكل أسرع, اتضحت لك الرؤية أسرع من زميلاتك. قد تكونين أحياناً تهمي بمذاكرة محاضرة معينة و عندما تفتحين الكتاب و تقلبين صفحاته تجدين أنك قد سبق لك مذاكرتها , تجدين شخابيطك و تلوينك و ملاحظاتك و تسعدين بذلك! فيأخذك الحماس للتعمق أكثر و قراءة بقية المعلومات التي تصل بين المحاضرتين الجديدة و القديمة. أو تكافئين نفسك بإجازة و سهرة ممتعة 🙂  قد تخطر على بالك أسئلة مستواها أعلى من مستواكم الدراسي أثناء استماعك لشرح الدكتور  في المحاضرة هذا لأنك تسلقتي الجدار كاملاً و بدأتي ترين أشياء أخرى غير التي يراها من انشغل بتجميع الطوبات و انصدم من قلة الوقت المتبقي لبناء جداره فتركه كومة متناثرة لا يعرف أساسها من قمتها!

 في مادة الباطنة بالذات, يساعدك جداً أن تقرئي أسئلة و إجاباتها بعد كل فترة. مثلاً إذا كان الكورس ثمانية أسابيع , فبعد كل أسبوعين أو 20 يوم مثلاً لا تذاكري محاضرة جديدة و لكن توقفي قليلاً لتقرئي أسئلة و إجاباتها في المواضيع التي ذاكرتيها سابقاً. هذه الطريقة ترتب لك المعلومات و تضع يديك على أسئلة الامتحان العملية و النظرية معاً, تزيد من مهارتك في حل الأسئلة و تنمي جانب التفكير التحليلي السريع الذي تحتاجينه في الامتحانات. تصفحي مكتبتي الالكترونية فيها كتب من هذا النوع.

الخوف من أن يكون في المحاضرة معلومة لم تجديها في الكتب ,اقرئيها من المحاضرة وأنتِ سمعتي الشرح فهذه إضافة أيضاً لك. و اسألي الدكتور عنها أو عن مصدر مفصل لها. مثل هذه المعلومات يكتبها الدكاترة من الانترنت. من منظمة الصحة العالمية مثلاً كما في محاضرات طب الأسرة و المجتمع أو من جمعية القلب الأمريكية كما هو الحال في محاضرات القلب في الباطنة. بما أن الدكتور اجتهد و أتى بها من هذه المواقع فهي بنسبة كبيرة موقع سؤال. يساعدك بعد أن تقرئي المحاضرة من كتاب, خذي أوراق المحاضرة إلكترونية مثلاً و مري عليها مرور الكرام. سريعاً جداً بعينيك. المعلومة التي لم تجديها في الكتب اطبعيها أو حدديها بقلم ملون إذا كانت الأوراق مطبوعة معك. أنت على الطريق الصحيح بإذن الله. المهم أن ترتاحي مع الكتاب و تفهمي طريقته ستشعرين أنه منزلك! بيتك الذي تعرفين غرفه و أدراجه و عنوانه و كل شيء فيه. نوع من الألفة تنشأ بينكم. ستصبحين أسرع في الوصول إلى المعلومة عند البحث عنها. سأكتب موضوع عن كيف تتعرف على كتابك قريباً كوني بالقرب.

أتمنى لك التوفيق و النجاح الدائمين. سأسعد بتواصلك لتطلعيني على الجديد في هذه التجربة. لا تتوقفي عن الاصغاء إلى صوت قلبك أنار الله بصيرتك و علمك مما عنده.

2 thoughts on “!الصراع الأزلي بين الزرفات و قطيع الأغنام

  1. يوجد خلل برابط المكتبة الالكترونية

    جمميل ماكتبتي ووصفتي خصوصاً اني من الاشخاص المتفردين بطرقهم الخاصة واواجه هذا الصراع من ان اكون على صواب او قد اندم بعد فوات الاوان وصوت القلب يغلب بالنهاية مع تحفظي لوصف بقية الاشخاص بالاغنام او القطيع التي تسير دون بيّنة وتمثيلهم وكأنهم يريدون كسر عنق الزرافة الشامخة التي ترى ماخلف الافق ومالا يرونه هم المساكين الضالة! قد يكون مجرد تساؤل منهم وأسيء فهمه وتأويله ، لكل شخص من الدفعة تجربته الخاصة ، صراعاته، افكاره ، قدراته وقناعاته التي قد تبوء بالفشل هي ايضاً ثم انه ليس من السهل الانفصال والتفرد بما يراهُ المرء صحيحاً في مجتمع اعتاد التَبعية قد يَكون كل ماوصفتي مجرد وَهم طبطبتي به على نفسك وتكتشفين في آخر الامر انكِ كنتي الشاذ الذي سلك طريقاً وعِراً مليء بالعقبات التي لم توصله لغايته بعد ان وُضح له الطريق الصحيح وأُنير امامه! ، عموماً انا مع خوض التجارب الجديدة المُثرية والمجازفة ما دام القلب يملي علي ذلك ويرتاح بهذه الحاله لكن ضد التحيّز لنفسي وتمثيلها كالزراف الشامخ وغيري قطيع اغنام ونسخ مكرره! اولاً هم ليسوا كذلك وكل منهم يسير بافكاره ، ثانياً تجنباً للاحباط الذي قد يحصل بنهاية الامر وبعد هذا الخيال الجامح ، نهجي في هذا الامر ان اسمع صوت قلبي واعقلها واتوكل والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله .

    Like

    • أهلاً بك .
      المكتبة الالكترونية تم حجبها بسبب شكاوى حقوق الطبع لبعض الكتب الالكترونية. معذرةً.

      .
      أوافقك الرأي بأن لكل طالب علم رحلته الخاصة و معركته الفريدة أيضاً . الزرافة و الأغنام تعبير مجازي مشهور في علم النفس لم أخترعه بنفسي و إنما مثله مثل تعبير النخيل و الأعشاب مثلاً .. لم أقصد به التقليل من شأن الزملاء و لا الترفيع من شأن صاحبة التجربة المختلفة.
      و لكن الكثرة كما ذكرتي دائماً ما تحاول أن تجذب إليها القلة و إن كانوا على خطأ. و هذا يضيف إلى الإحساس بالغربة لدى الشخص المختلف و هو محاط بزملائه في كل حين. الظاهر لدينا أنهم متساويين لأن كل طالب يحاول أن يخبئ تجربته بالذات إن نجح فيها كنوع من المنافسة. قد تكون تجربة الزرافة غير ناجحة و لكن لا نستطيع الحكم عليها حتى تلتزم بها تماماً و تنتهي منها. و لذلك كان التشكيك في طريقة مذاكرة الزملاء من أهم أسلحة المنافسة حتى يترك الطالب تجربته غير مكتملة و يحكم بفشلها و بفشله كطالب أيضاً ! نصيحتي لكل من سلك طريقاً مختلفاً أن يؤمن و يثق برحلته و لا يستعجل.
      أرحب بتعليقاتك دائماً . كوني بخير

      Like

اكــتـب تـعـلـيـقـك أو سـؤالـك هـنـا

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.