لماذا تحصل على نتائج غير التي ترجوها ؟

يقول إميل كوي العالم النفسي الشهير : عندمـا تتضارب رغباتك مع خـيالك, فإن خيالك يكسب دون خلاف

تخيل أنه طلب منك أن تمشي على حبل موضوع على الأرض  , دون شك لن تتردد في فعل ذلك . لكن تخيل أنه تم ربط نفس الحبل بين جبلين ارتفاعهما 100 قدم في الهواء هل ستتمكن من المشي عليه أو هل ستحاول أصلاً ؟ 

بالطبـع لا ! لأن رغبتك  في المشي على الحبل المربوط تتعارض مع خيـالك الذي يصور لك أنك في أول خطوة على ذلك الحبل ستهوي بك قدمك و تلقى حتفك من ذلك العلو الشاهق !

و قد ترغب بشدة في المشي على ذلك الحبل و لكن خوفك من السقوط يجعلك عاجزاً عن القيام بذلك  كلما بذلت جهداً أكبر في التغلب على خوفك و خيالك زادت سطوة و سيطرة فكرة السقوط .

تماماً مثل الشخص الذي يغطي فوهة البركان بقماش ! كلما وضع قطعة قماش أخرى كلما زادت نار البركان !

عندما يحاول الشخص جاهداً نسيان حادثة ما فإنه يعزز من قوة تلك الحادثة و موقف العجز الذي يشعر به ! فعندما تجاهد لتمسك بكؤوس العصير خوفاً من أن تسكبها و تشعر بالإحراج فإنك حتماً ستسكبها !! هذه الطريقة تؤدي إلى نتيجة عكسية و يصبح الشيء الذي يرغب المرء بتجنب التفكير فيه هو الفكرة الوحيدة المسيطرة على عقله و بالتالي يأخذها العقل الباطن و يتعامل من خلالها لأنه دائماً ما يتفاعل مع الفكرة التي تسيطر على العقل.

الخطأ هنـا أنك تحاول جاهداً ! و هذه هي المشكلة .. فلا تحاول أن تجبر عقلك الباطن على تقبل فكرة ما من خلال قوة الإرادة فلن تحصد من جراء ذلك سوى الفشل, الطريقة الأكثر سهولة في التعامل مع عقلك الباطن هي الأفضل

لتسهيل الفكرة , تخيل أنك تريد سكب كأس من الماء في قارورة فمها ضيق . هل سيساعدك أكثر أن تقلب الكأس رأساً على عقب و تسكب الماء دفعة واحدة ؟ أم أن تميل بالكأس قليلاً لتجعل الماء ينسكب بهدوء و تجعل خاصية الاستطراق التي يتميز بها الماء تقوم بالمهمة؟

 هل كان عليك اجتياز امتحان ما و قمت بالمذاكرة و الاستعداد له بكثير من التحضير و القراءة و سهرت الليالي و شعرت بأنك حفظت كل المعلومات عن ظهر قلب و لكن عندما أمسكت بورقة الامتحان شعرت بأن عقلك أصبح فارغاً خالياً من كل شيء و أن كل المعلومات التي خزنتها في عقلك قد اختفت و تلاشت و أصبحت لا تستطيع تذكر حرف واحد منها!؟ هل استجمعت كل ما أوتيت من قوة  الإرادة و لكنك كلما حاولت التذكر أكثر كلما عجزت عن استرجاع أي شيء مما ذاكرته .. تركت قاعة الامتحان و أنت تشعر بالإحباط لكن قل الضغط الذهني و التوتر .. و فجأة انسابت في عقلك كل الإجابات التي كنت تبحث عنها و تحاول تصيدها منذ دقائق معدودة. و عندها أخبرت نفسك أنك تعرف هذه المعلومات عن ظهر قلب و لكنك فقدتها عندما كنت في أمس الحاجة إليها .

الخطأ هنـا أنك كنت تذاكر و في عقلك الباطن فكرة تقول أنك ستنسى كثير مما ذاكرته و عندما أتى الامتحان أخطأت مرة أخرى و حاولت إجبار نفسك على التذكر و الاستدعاء , و طبقاً لقانون الجهد المعكوس أدى ذلك إلى الفشل و ليس النجاح , و كل ما حصلت عليه كان عكس ما تمنيته و صليت من أجل الحصول عليه.

خطأ شائع آخر هو أن يقرأ الطالب جميع أسئلة الامتحان فور حصوله على الورقة, و قد يطلب منكم المراقب مراجعة الأسئلة أولاً قبل البدء بالإجابة حتى تستفسر عن أي سؤال غير واضح خلال أول نصف ساعة من الامتحان! للأسف هذه الطريقة تقطع حبل ذاكرتك و تملأ رأسك بالمعلومات التي تتدفق دفعة واحدة عند قراءة الأسئلة , ستبدأ بحل السؤال الأول و أنت تفكر في جواب السؤال الخامس عشر الذي تشعر أنه أهم و قد تنسى إجابته إذا لم تنتقل إليه فوراً , و قد تقلب أسئلة الامتحان لتبدأ حلها من النهاية و قد تختار التنقل بين الأسئلة , كل هذا التشتت كان سببه قراءة الأسئلة سريعاً قبل بداية الحل !

الطريقة الصحيحة و التي تجعلك توظف عقلك الباطن بكل حرفية أن تبدأ بالسؤال الأول و تنتظر من ذاكرتك أن تتدفق بدون أن تستعجلها إلى إجابة السؤال ,قد يكون دماغك خزن هذه المعلومة على شكل صورة فأول ما يخطر على بالك صورة لشكل معين و لكنها ليست الإجابة , لا تحاول تجاهلها و الإلحاح على دماغك أن يأتي لك بالإجابة بدون لف و دوران ! و إلا فستصاب بما يسمى بالـ

Mental Block 

كعقاب من دماغك و عقلك الباطن معاً .. 

😀

أتمنى لكم التوفيق .